الساعة ُ تـُلامِسُ النصفَ بعدَ الرابعةِ فجراً
وأنا أصارعُ جفافَ مُخيّلتي
وأضربُ بـ النوم ِ عَرضَ الحائطِ معترضاً ..!
أريدُ صحراءَ قاحلة ً لـ أزرعها بكـِ
وأبحثُ في الأرض ِ عن بُقعةٍ مُلائمةٍ لـ ذلك
وأجدُها مَملوءَة ً جداً بـ ثانوياتِ الحياة
فـ أصرخُ مُحتجاً :
وحبيبتي ؛ أين أضعُ إلهياتِ تكوينها ..؟
فـ لا أجدُ بُداً من صحراءَ وحيدةٍ بي
فـ أضعكـِ في قلبي
وأمتلئُ بكـْ ..!
إنكـِ إحدى أكثرُ معجزاتِ الكون تعقيداً
وأكثرُ [ الأكثر ] وضوحاً ..!
ورغمَ أنكـِ تـُمثلينَ أدقّ التفاصيل التي :
لم نسمع بها سابقاً
كـ هبوبِ الهواءِ من حنجرةٍ دافئة
والتقاءُ ما لم يلتق ِ في عينيكـِ
وطفولة ُ ابتسامتكـْ
وياقوتُ شفتيكـِ
إلا أنكـِ بـ تواضع ِ الملائكةِ :
تمثلين البشر ..!
كم من الوقتِ سـ يقاومُ حبكـِ
صدأ الذاكرة ..؟
إنهُ سؤالٌ أجهلُ إجابتهُ
بـ قدر إدراكي لـ كُنهه ..!
وكثيراً ما أشعرُ بـ الشفقةِ عليّ
حين أفكرُ بـ ما أريدهُ
وما لا أريدهُ معكـِ
وحين أضعُ مائة َ خطٍ
- بأصابع من هواء -
تحتَ فكرةِ تقبيلكـْ ..!
وأرفضُ بـ شدةٍ فكرة َ ابتعادنا هذهْ
حيثُ لا أملكُ من هذا الأمر شيء ..!
ماذا أفعلُ بـ مرضي هذا
فـ لذة ُ حمى اشتياقي لكـِ
تجعلني أرفضُ بدائلَ العلاج ِ منكـِ
وفتراتِ النقاهةِ والنسيان
وأصرّ على تجذركـِ بي
رغمَ أنكـِ :
لا تستحقينَ جسداً مُضيفاً
فقيراً كـ هذا ..!
وتستحقينَ قلباً
ينبضُ لـ المرةِ الأولى منذ خلقهِ لكـِ
ودماً صافياً من شوائبِ الدنيا
وعقلاً لم يفكر إلا بـ حدوثكـْ
ويداً لا تكتبُ إلا اسمكـْ
ولساناً لا ينطقُ سواهْ
وشفاهاً رغمَ هذا
لا تعرف إلا لذة َ قبلتكـْ ..!
ليتَ هذا الليل يطولُ
لـ أعتكفَ حبكـِ أكثر
والأرضُ تتمددُ :
لـ أمشطها بحثاً عن حل ٍ يليقُ بكـْ
فـ أنتِ الآنَ نائمة ً
موقنة ً بـ أنّ في الكون ِ
مَن يضربُ أكبادَ السهر
امتناناً لـ جَمالكـْ
ويسحقُ رغبة َ النوم :
ظناً منهُ أنّ السهرَ تفكيراً بكـِ
سـ يجعلُ مرتبتهُ أكبر
ويُخرجَكـِ من صمتِ الملائكة
إلى حروفٍ من ذهبٍ وعاجْ
تلقيها على مسامعي كلّ صباح
- أشتاقكْ -
لـ أخرّ حينها صريعَ فرحةٍ غادرتني
منذ اللحظةِ التي افتقدتُ فيها صوتكـْ
ومنذ اللحظةِ التي أدركتُ فيها
أنني لا أستطيعُ التعبيرَ عن دهشتي بـ أنوثتكـِ
إلا بكـْ
حين نطقتُ :
ياااااااه ؛ كمْ أنتِ أنثى ..!