الثلاثاء، 3 يوليو 2012

أجملُ الثقلين ..!




يُقاتِلُني عليكِ الوقتُ حتى
توقَّفَ مِنْ شراسَتِهِ زماني
فلا عُمري تَقدّمَ أيّ يومٍ
ولا هوَ مُوقِفٌ أبداً طِعاني ..!
ولستُ بأعزلٍ لأخافَ شيئاً
وما قلبي ضعيفٌ كي أعاني
ورثتُ عن السموألِ بعضَ شِعري
وديكُ الجنّ ألْقَمَني المعاني ..!
إذا ما جئتُ أنطقُ أيّ شيءٍ
حروفي بالبلاغةِ تُرْجُمَاني
وشِعري بالطبيعةِ ذاعَ حتى
تُردّدُهُ جبالُ القيروانِ
تنازلَ خافقي عن كلّ شيءٍ
سوى الأمجاد كانَ بها أناني ..!
فإنْ يَكْبُو على أرضٍ حصانٌ
فلنْ يَكْبُو على أرضٍ حصاني
وما فخراً إذا ما كنتُ شَهْمَاً
وجدّي " سيفُ ذي يزنِ " اليماني
رميتُ بمقتلٍ من رامَ عذلاً
وما واللهِ يَقدرُ إنْ رماني
ولاسمي المجدُ ؛ لا للمجدِ إسمي
إذا ما المجدُ جزءٌ من بناني ..!
إذا التاريخُ يَعقلُ ما سَيَرْوي
لكانَ بدهشةٍ زمناً رواني
ويَضمنُ أنّ غيري سوفَ يَخْبُو
سوايَ ؛ لسَوْفَ يُرهقهُ ضماني
رفعْتُ بمنطقي قوماً وقوماً
وما هُمْ رافِعِي بالشأنِ شاني ..!
وأمي قد دعَتْ في الليلِ رَبّاً
أجابَ دعاءَها حتى حماني
فَسِرَّاً يمدحوا بالشِعرِ قَتْلي
ويرتعبونَ إنْ سمعوا بياني
وعني أخبروا العذالَ قولي
وما التحذيرُ تُشبههُ التهاني
إذا ما المكرُ أنجاكُمْ زماناً
فما بالمكرِ تنجوا من لساني
ومنكم مَنْ رآني في هدوءٍ
وفي غضبي ؛ أمِنْكُمْ من رآني ..؟
سأخبرُكُمْ : أنا في خيرِ حالٍ
فموتوا ؛ لنْ تَرَوا أبداً هواني
سأحيا في نعيمٍ ما حييتم
وحتى تحسبوني مثلَ جانِ ..!
وأنثى من نعيمِ الأرضِ جاءتْ
ومنها صرتُ مَسلوبَ الكيانِ
أتتني بالدُجى تمشي ببُطءٍ
وكانَ الموتُ أسرعُ ما أتاني
أتتني في ظلامِ الليلِ حتى :
أضاءَتْ من مَلاحَتِهَا مكاني ..!
لها عينٌ تُطيحُ بكليوباترا
وتُزهقُ أنفُسَ الغُنجِ الحسانِ
وبسْمةُ ثغرها إكسيرُ سِحرٍ
خسرْتُ لثغرها حالاً رهاني
تُشيرُ لنجمةٍ بالأفْقِ لاحت
فيُطفئُ ضوءَها ضوءُ البنانِ ..!
إذا سارَتْ يصيرُ الرملُ ماساً
كأنّ حذاءها صُنْعَ الجُمانِ
لها أثرٌ بخطوتها عظيمٌ
تُقبّلُ خَطْوَها كلّ الغواني ..!
ووَجْنتها إذا ما شِئتَ وصفاً
بمُختصرٍ : كزهرةِ أقحوانِ
وإنْ همَسَتْ رأيتَ الليلَ يُصغي
كأنّ حروفها وترَ الكمانِ
مُدامةُ قولها تُنشيكَ حتى :
يَمُرّ العُمرُ تحسبهُ ثواني
وخصرٌ من دقيقِ العُودِ يبدو :
ثقيلَ الردفِ تَحْسَبُهُ قَناني
وخصلةُ شعرها كالليلِ ؛ كلا
ظلامُ الليلِ في الخصلاتِ فانِ
وتلبسُ منْ حريرٍ لا يُسمّى
وتسمعُ عنهُ في وصفِ الجِنانِ ..!
وما ذهبٌ عليها أو حلايا
وإنْ كانا ؛ هُما يتنافسانِ ..!
ألا واللهِ من يَنظرْ إليها
ليَحْسَبُ أنّ مِنْ خَبَلٍ يُعاني
ولا عينيهِ صَدّقَ إن رآها
وأقسمَ أنها بعضُ الأماني
هيَ الأولى على الثقلينِ حُسناً
وما بزمانها في الحُسنِ ثاني ..!