السبت، 16 يناير 2010

وجهُ التشابه ..!









الوقت قولُ اللهِ ينفذ كـ السهام
والدمعُ كـ الـ لاشيء في كف الزمان
وأنا " أنا "
أستلّ من عدمي وجودي
وأحيكُ من قهري حدودي
وَأنا وَخلفي سارحان
وما [ الأمامُ ] سوى فنائي
وما السرابُ سوى بقائي صامتاً
سـ أرتبُ الأنواء
وأرمي سُترتي في البحر
وأقذفُ البحرَ في قاع الحقيبةِ
ثمّ أسير ..!


ما جوفُ هذي الأرض إلا مُهجتي :
نارٌ تأجّجُ تحتَ سطح باردٍ
و الشمسُ خِلاني
وهذا الصوتُ أسودْ ..!
كنتُ أعلمُ أن شيئاً ما سـ يأتي :
كي يزيلَ الإنحدار
كلّ شيءٍ صارَ أبعدْ
كلّ جرح في جبيني صارَ معبدْ ..!
كلّ ناي ٍ لم يراني :
صارَ فيهِ الصوتُ أسعدْ ..!
والليلُ شيءٌ لا يرانا
لا نراهْ
والصمتُ فيهِ صُراخُ [ مُقعَدْ ] ..!


الموجُ [ وحيٌ ] فوق هذا البحر أجعدْ
ما شأني أنا في طول آدم
في شكل يوسف
في سحر موسى
ما شأني أنا بـ تخاطبِ الأديان في هذا الزمان
إن كانَ شكلُ المستطيل [ مربعاً ]
أو كانَ إسمُ الشمس [ شمساً ] أو قمر
ما شأني أنا ..؟
هوَ واحدٌ فوق السماءْ
لا بدّ أن يُعبدْ ..!
الحبّ [ دولارٌ ] سـ يهبط ُ ثمّ يصعدْ
وأنا السرابُ ووهمهُ :
أسيرُ من شيءٍ إلى الـ لاشيء
أخرجُ
ثمّ أدخلُ
ثمّ أخرجُ
ثمّ أجهَدْ ..!


في الليل ِ قد جحدَ الزمانُ حقوقنا
أنا وصمتي غائبان
أنا المخاطبُ
أنا المتحدث الغائب
أنا لغة ُ الضمائر
أنا ضميرٌ لـ الضمير
والسرابُ حقيقتي
لا أنتَ إلا " أنتَ " يا وهمي
فـ قمتَ تسألُ :
ما شكلُ هذا [ الشكل ]
ما لونُ هذا [ اللون ]
ما وجهُ التشابهِ في [ التشابهِ ] نفسهِ
وما صفة [ الصفة ]
ما موتُ هذا [ الموتِ ] الذي لا موتَ له
ما الفرقُ بينَ قول [ الشوق ] أو قول [ الوله ]
وما لغة [ اللغة ]
أتـُراكَ أعمى :
حينَ تـُبصرُ [ اللاشيءَ ] في هذا الهواء ..!


لا شيءَ في الصحراءِ إلا نفسها
فـ قمتَ تـُقسِمُ :
كلّ شيءٍ صارَ أبعدْ
كلّ هذا الصوت أسودْ
كلّ حرفٍ صارَ في قلمي مُشرّدْ
كنتُ أعلمُ :
أن حزني كانَ في قلبي كـ مِبرَدْ
كلّ نار ٍ تمتطي جسدي سـ تـَبرُدْ
كلّ ليل ٍ مَرّ في عينيْ تجرّدْ ..!


يا دمي المسجونُ في قلبي
بـ تهمةِ من تمرّدْ
حاصر الشهداءَ في عَيْنـَيّ :
دمعيَ
نظرتيَ الحزينة ُ
قسوتي
ردّدِ الأشعارَ فيهم ثم غرّدْ ..!


الشمسُ تخرجُ من ترابِ الأرض ِ
تخطو لـ الأمام
تغرقُ في ترابِ الأرضِ ثانية ً
وأنتَ تحلمُ أن تسيرَ إلى الوراءْ
كي يجيءَ الموتُ أعلى من سحابة ..!
فـ تنظرُ خلسة ً ما بينَ هذا الـ [ بين ] :
تـُبصرُ غيبكَ المخنوق في عنق الزجاجة
قد تجفّ الريحُ في قدميك
قد تمشي على انغلاق الصمتِ في شفتيك
وقد ترى خلفَ الذهول حقيقتك :
[ وشمٌ من الماءِ في كتفِ الهواء ] ..!
[ هابيلُ ] حرفكَ مُعجزة
إلياذة ٌ هيَ كلّ ما لمِسَتْ يداك
ووجهكَ المنبوذ في المرآةِ يصرخُ :
كلّ شيءٍ صارَ أبعدْ
كلّ هذا الصوت أسودْ
كنتُ أعلمُ يا سراب :
أن لوناً ما سـ يُصبحُ لـ الزمردْ ..!
كنتُ أوقنُ :
أن صمتكَ العالي على الألواحِ يُسرَدْ
كنتُ أؤمنُ :
أن حزنكَ مسرحيّة
ليسَ فيها أيّ مشهدْ ..!

السبت، 2 يناير 2010

تذكرة ُ كسل ..!








وأنا مُصابٌ بـ الحمّى
قدَماي لا تتحدثان ِ معَ الطريق ِ كثيراً
بضعُ كلماتٍ غيرُ مفهومةٍ فقط ْ
كَوّنتْ خبراً مُفادهُ :
كوبُ ماءٍ من البرادْ
وارتماءٌ آخرٌ على سريري ..!


الحمّى لغة ُ المتعبينَ من الحياة
وجَسدٌ لـ تعيش فيهِ
مُعضلاتكَ بـ أدقّ تفاصيلها
ولكَ الحرية ُ بـ انتقاءِ أسوأ الذكريات
والخوضُ فيها مرة ً أخرى ..!


وأنا أهْجسُ لـ يدٍ تمتدّ :
كم تبقـّى من النعاس ِ كي أجْلدْ
فـ تئنّ مُصدِرة ً وميضاً لا أقرأ تفاصيلهْ
[ مفتاحُ المصباح ِ حادّ الطباعْ ] ..!


وأنا مُصابٌ بـ الحمْى
أصابُ أيضاً بـ نوبةِ ازدحام ٍ عاطفيّ
فـ أحيانا لا أعرفُ الفرقَ
بينَ الشوق ِ والرغبة
أو بينَ الأمنيةِ والواجبْ
وأجدُ في سريري :
مساحة ً كافية ً لـ التفكير ِ
أو لـ التكفير ِ عَن وجعي
تلكَ طريقة ُ المحمومينَ في الرجاءْ ..!


ليس لـ الحمّى مديرُ أعمال ٍ
أو محام ٍ تتفاوضُ معهْ ..!
وتسألهُ عن احتياجاتها ورغباتها
فـ تلـبّيها طائِعاً أو مُكرَهاً
الحمّى سَيّدَة ُ نفسِها
تنشأ ُ من ذاكرةٍ لا تـُمحى
وتدُبّ في بعض ِ أسراركَ فـ تعلنها
وفي أطرافكَ وكوبِ قهوتكَ
ووسادتكَ والمهدئ ِ والنعاسْ ..!


وأنتَ حينَ تهذي
لا تعلمُ إنْ كانَ ما تقولهُ خطأ ً أمْ صوابْ ..!
وتتلعثمُ بـ انكسار ٍ ساخنْ
أو هزيمةٍ غيرُ معلنةٍ
وتدخلَ مطاراً لا تـُقلعُ منهُ
إلا بـ تذكِرةِ كَسل ٍ غير ِ مُبرّرْ
وتريدُ الاحتجاجَ على درجةٍ
أعطاكَ إياها المضيفْ
- أنتَ المضيفْ -
جَسدُكَ في الحمّى :
عَائِلٌ [ عالة ٌ ] على نفسِهْ ..!


وأنتَ إذ ترى إلى نفسكَ في المرآة
لا تجدُ اتساعَ عَيْنيْكْ
فـ تحاولُ اقتناصَ فرصةٍ لـ الدهشة
لكنّ ما يُخيّبُ آمالكَ :
أنّ شعوركَ في خُبوءٍ مُسْتمرّ ..!
فـ تعْدِلُ عن فِكرةٍ تزاولُ معها التذكّرْ
أو تقليدُ شخص ٍ [ كانَ أنتْ ] ..!
وتسْخرُ من انفلاتِ الضوءِ بينَ أصابعكْ
تلوّحُ أمامَ الضوءِ بـ أصابعَ مشدودَةٍ لـ الأعلى
تجرّبُ حياتكَ بـ مِقدار ِ ما تراهُ يُفلِت
وتعلمُ أنّ مجالَ الرؤيةِ ضيّقْ
ذلكَ لـ أنّ أصابعَكَ ارْتختْ لـ الأمامْ ..!


وأنا مُصابٌ بـ الحمّى
أعِيدُ جَدْوَلة َ الوقت :
سـ آخذ ُ قيلولة ً في الظهيرة
وَوَقتَ الغداءِ سـ أخبرُ أمي :
بـ همس ِ اثنتين ِ يُغازلنَ حرفاً
خفيفَ الترنـّح ِ في زاويتين ِ
وأختارُ أجملَ بيتٍ لـ " شارْ "
وأسمعُ لحنَ سُوناتا
وأكتبُ شِعْراً
وأنزلُ مُمتزجاً بـ السعادة
لـ فناءِ منزلي
وأقطفُ وردة
أقدّمُها لـ عَجُوز ٍ في الطريقْ ..!

أشياءُ لا أعرفها ..!





إنني ممتلئٌ بـ أشياءَ لا أعرفها
أحياناً أمددُ ذراعيّ وأصرخُ
وأصرخُ وأصرخُ ويحلّ ظلامٌ
وتخرجُ مني وطاويط ُ كثيرة :
وأمتلئُ بـ الدم ..!
وأصرخُ كثيراً حتى أظنّ أنها
لن تفرغَ مني إلا بعدَ ألف عام ..!


وأحياناً أكتبُ لـ أجدَ أنّ أصابعي
باتت أقصر من المعتاد ..!
فـ هيَ تجفّ أحياناً
" كلّ نقرةِ حرفٍ على لوحة المفاتيح
تعني استهلاكاً أكثر لـ صلاحيتها "
ولا زلتُ أكتب ؛
والغريبُ أنني وصلتُ
لـ كتابةِ نهايةِ هذهِ الجملةِ بـ فكي ..!

القمرُ المتمددُ بـ شكل ٍ دائري ٍ
خلفَ نافذتي يشكلُ عائقاً لـ الرؤية
- الأشياءُ لا تكبرُ حينما نصلُ إليها وحسب -
الطرقاتُ تضيقُ في نهايتها قبلَ أن نعبرها
والقمرُ ممددٌ بـ شكل ٍ عشوائي ٍ الآن ؛
من لمسَ صفحة َ الماءِ بـ أصبعه ..؟