الثلاثاء، 26 نوفمبر 2013

لـ نفترض أنكَ مثاليّ ..!










لـ نفترضْ أنكَ مثاليٌ جداً ..
تدخّنُ بـ هدوءٍ في زاويةِ المقهى ..
على كرسي ٍ من الألومونيوم المغلّف بـ الجلد الفخم ..
وتحملُ كوبَ القهوةِ الفرنسيةِ بـ أصبعين ..
ثالثُهما في الهواء ..!
وتقرأ ُ الجريدة َ التي تحملها بـ يدٍ واحدة ..
ومنفضة ُ سجائركَ سوداءُ جداً وأنيقة ..
وتضعُ قدمكَ فوقَ الأخرى ..
في حينَ يظهرُ عنقكَ ذو اللون ِ الواحدِ :
من بين ِ ثنايا قميصكَ الأبيض ..
والذي ارتديتَ عليهِ " جاكيتاً " أسوداً هادئاً ..!



لـ نفترضْ أنكَ مثاليٌ إلى أبعدِ حدّ ..
تعبرُ امرأة ٌ من أمامكَ فـ تبتسمُ لها ..
وبـ ذاتِ اللحظةِ تـُشيحُ نظركَ عنها ..
فـ أنتَ لا تـُريدُ الظهورَ كـ متملق ٍ أحمق ..
وتريدُ إعطاءها انطباعاً جيداً عنك ..
وكـ ذلكَ يَعبرُ أمامكَ رجلٌ فـ تـُنزلُ قدمكَ عن الأخرى ..
كـ احترام ٍ لـ مرورهِ وإجلالاً لـ شيْبته ..!
وتطلبُ النادلَ بـ فرقعةِ أصبع ٍ واحدة ..
ويأتيكَ مسرعاً بـ فاتورةِ الحساب ..
تدفعها مع احتسابِ نسبة العمولة ..
وكـ ذلكَ معَ ابتسامةٍ تـُعطي بها مبلغاً مجزياً لـ النادل ..!



أنتَ مثاليٌ جداً ..
أنيقٌ تقرأ ُ جريدة ..
تقرأ ُ جريدة ً معَ كوبِ قهوة ..
تشربُ القهوة َ وتدخّنُ بـ هدوء ..
تدخّنُ وأنتَ لا تتحدثُ إلى أحد ..
وحينَ تحدّثت :
كانَ حديثكَ " مالاً " يُدفعُ لـ حسابٍ ونادل ..
- أنتَ مثاليٌ تماماً -
لكن ؛ لـ ماذا ارتبكتَ يا صديقي :
حينَ حضرَ رجلٌ إلى المقهى معَ صديقه ..
في حين ِ تراهُ ولا يراك ..
وتحدّثَ إلى صديقهِ عن صديق ٍ آخر ٍ :
اقترضَ منهُ مبلغاً كبيراً ولم يقُم بـ سداده ..
ورفعَ هاتفهُ لـ يتصلَ بهِ في ذلكَ الوقت ..
فـ فزعتَ - وأنتَ تراقبهُ - من صوتِ هاتفكَ يرنّ ..!