الأحد، 28 فبراير 2010

متهم ..!







نعَم ؛ أنتَ مُتهمٌ بـ الشعُور
ومُتهمٌ بـ إحساسِكَ الخاطئ تِجاهَ الآخرين
مُتهمٌ بـ الشفقة
ومُتهمٌ بـ اتهام ٍ مُبهَم
غيرُ واضح ِ الملامحْ
إذ دُعِيتَ إلى احتفال ٍ وفرحت
وإلى عَزاءٍ فـ حَزنت
بـ الرغم ِ منْ أنّ عليكَ البقاءَ مُتبلداً
أبلهَ المشاعِر
وبـ الرغم ِ من كَوْنكَ إنساناً
إلا أنهُ عليكَ المكوثُ في كهفِ انعزالكَ
ثلاثينَ سنة ً أخرى ..!
تكتبُ مُذكراتكَ على حائطِ حُجْرَتك
وتـُوقعَ بـ اسم ٍ مُستعار
وتقرأ ُ ما كَتبتَ
وتتعجّبْ :
مَن كانَ هُنا في غيابي ..؟


أنتَ مُتهمٌ بـ النسيان
وبـ اختلال ِ الذاكرة
تسألُ نفسَك
هلْ يتذكرُ الموتى انعدامَ الوزن ِ حينَ نقولْ :
قلبي [ مُثقلٌ ] بـ الحُزن ..؟
وتسألُ شخصاً تراهُ في المرآةِ الجانبيةِ :
ماذا تـُريدُ مني ..؟


أنتَ مُتهمٌ بـ تصريحكَ
في مؤتمر ِ وجع ٍ على هامش ِ الدموعْ :
أكرهُ قلبي ..!
كيفَ تكره ..؟
وكيفَ لكَ الإدلاءُ بـ دَلوكْ ..؟
في حين أنكَ بئرٌ خاو ٍ إلا من صَوتِ الهواءِ الذي يُقهقهُ
- خوفاً منكَ أوْ عليكْ -
ويُقهقهُ اسْتهزاءً بكَ أيضاً ..!


وأنتَ منبوذ ٌ من كُتلةِ طين ٍ تـَعلو كَتفيكْ
ومن جنين ٍ لا يُولد
منبوذ ٌ لـ أنكَ تقسُو على ذاتِك
كُلما فتحْتَ نافذتكَ
واستقبلتَ الضوءَ بـ امتعاض ِ اليائِسْ
وكُلما تنفـّسْتَ بـ صَوتٍ يَتدَحْرَجُ في رئِتيكَ
عَبْرَ فـُوّهَةٍ في مُنتصَفِ رأسكَ الحجَريّ
وكُلما خطوْتَ إلى الأمام ِ تـَرجعْ
أو إلى الوَراءِ تـَخطو فـ تتقدّمْ
هذا لـ أنكَ تـُجرّبُ طريقة ً ما اعتدتَ عليها لـ البقاءِ حياً ..!


ومُتهمٌ بـ بُرُودةِ الأعصابْ
واقتباساتٍ تجيبُ بها على ما يَدُورُ حولكْ
منْ صَمتٍ يُطبقُ شفتيهِ جَيّداً على كَلماتِكَ فـ يَخنقها
ومنْ صَخبٍ يَغتالُ قيلولة َ ما بَعدَ الظهر
فـ ترْكضُ في طريق ٍ نصفُ عار ٍ منَ الأسْفلتْ
لـ أنكَ عار ٍ منَ الصحة ..!
ولـ أنكَ خطأ ٌ واضحٌ تحملهُ قصيدة ٌ ما
لا تتحدّثُ عنْ سياسةِ مَلِكٍ
أمرَ بـ إحالةِ منزلكِ إلى أنقاضْ
ولا عنْ حالةِ رُعبٍ تعتريكَ
لـ صوتٍ يَصْدُرُ منْ مفاصل ِ بابٍ في الظلام
لـ أنكَ منبوذٌ دُونَ سببٍ يَجعلُ الأمرَ مَقبولاً
بلْ نبذٌ فـُرضَ عليكْ
فـ أخذتَ ميثاقهُ وَوَقعْتَ
ثمّ قرأتَ شُروطهُ وأنكرْتَ اسمكَ كـ طرفٍ ثان ٍ
وأنكرْتَ الطرفَ الأولَ الذي :
يَحملُ توقيعَكَ بـ خطٍ مُتعرج ٍ مائل ٍ لـ الاصْفرارْ
شاحبٌ كـ انتقال ِ اللون ِ منْ حالةٍ غامقة
إلى حالةٍ تـُشبهُ قطرة َ دَم ٍ في كوبِ ماءْ ..!


أنتَ متهمٌ بـ سؤال ٍ لنْ تجيبَ عليهِ
لـ أنكَ مَيتٌ مُنذُ زمن ٍ اجتازَ جُثتكَ بـ أمتارَ قليلة
" هل أتذكرُ الآنَ - في موتي - انعدامَ الوزن حينَ أقولُ :
إني [ مُثقلٌ ] بـ الحزن ..!

الاثنين، 1 فبراير 2010

من نقـّـحَ اسمي لي ..؟








الساعة ُ تشيرُ إلى السابعةِ وانتظار ..!
ورقة ُ الجريدةِ [ الخامسةِ ] ملونة
- هذا هو الفرقُ الوحيد الذي أراهُ في أخبار اليوم -
سـ أصفُ نفسي قليلاً :
لا خاتمٌ بـ أصبعي
ولا ساعة ُ يدٍ مرصعة
أكرهُ الأقلامَ التي نحملها
لـ أنها لا تستخدمُ حتى في وقتَ الضرورة
لـ ذلكَ أحملُ ذاكرة ً فقط ..!
ثيابي بيضاءُ بـ استثناءِ ما يشوبُها من قلق
ساعة ُ الحائطِ تبعثُ داخلي الشك :
- كم هي الساعة ُ الآن ..؟
- أسألُ شخصاً جانبي -
* إنها السابعة
حمداً للهِ إذن
ساعة ُ الحائطِ مخطئة
إنها السابعة ُ وانتظار ..!
سـ أطلبُ قهوة ً ريثما تأتي
وسـ أفكرُ في اختلافِ الشعراءِ عن فحوى الأنوثة :
- هيَ كـ ابتداءِ الأرض
- هيَ معطفٌ ورديّ يلبسهُ الطريق
- هيَ فكرة ٌ تحتَ النقاش
- هيَ طفلة ٌ شرعية ٌ لـ المعرفة
وأفضّ خلافهم :
هيَ السببُ الذي جعلَ القصائدَ ممكنة ..!



تباً لـ هذا الإنتظار
لن ينتهي أبداً
يُضايقني
ويهزأ بي :
" أنا ها هنا
أنا ها هناكْ "
ويكتبُ في الجدار ِ الجانبيّ أشياءَ تقهرني :
كـ خاطرةٍ تبينُ لي وفاءَ الأصدقاءْ ..!
يعاندني
ويكتبُ [ مَاجِدٌ ]
من نقــّــحَ اسمي لي ..؟
أنا لستُ مَاجِدْ ..!
ربـَـما نطقتُ اسمي :
مَا جَدّ
ما جَدّ في صفتي على مرّ الزمان
مَا جَدّ من حزني عليّ
مَا جَدّ من جهلي بـ [ معرفتي ] البسيطة ..!
من نقــّــحَ اسمي ..!
وقمتُ منزعجاً وعدلتُ الحروف :
[ جامدْ ]
هكذا أفضلْ ..!