الجمعة، 10 أغسطس 2012

إلى محمود درويش ..!






اليومَ :
كلّ مَن في الأرض ِ ماتْ
والشعرُ يدخلُ في سُباتٍ
في سُباتٍ
في سُباتٍ
في سُباتْ ..!

اليومُ / يومكَ في حِدادْ
" سليمانُ ماتْ
وماتتِ العنقاءُ
وانصرفَ الصحابة ْ "
والآنَ مْن في الكون ِ يمتهنُ الكآبة ْ ..!

من فينا بـ هذا " الآنَ " حيّ
يا درويشُ
أرثيكَ / أرثي الشعرَ / أرثي الروحَ
أرثي القلبَ / أرثي الأرضَ / أرثي الوزنَ
أرثي غزة َ النجلاءَ / أرثي أرضَ بيروتَ / الملائكةِ
القارئينَ / النائمينَ / الواقفينَ على مراسيمَ الحدادْ ..
أرثيكَ / أرثيهمْ
وأفتحُ بـ اسمكَ الـ محمودُ في حزني بلادْ ..!

لكَ حكمة ُ الأجدادْ
بي لسعة ُ الجلادْ
بي سبعٌ عجافٌ
خـَـلـْـفهنّ الغيمُ همالاً
لـ أ ُورقَ
ثمّ يقضمُني الجرادْ ..!

ترثيكَ أميالُ البلاغةِ في جزيرتنا
امتداداً من جنوبِ الفـُـرس ِ / من مضر ٍ وطيّ ..!

أرثيكَ
بلْ أهديكَ أوسمة َ الصفاتْ
فـ الكلّ ماتْ
والكلّ مبنيٌ على الفعل ِ المضارع ِ
ثمّ ( فاتْ )
وأنا وحيدٌ في خِضمّ كآبتي
أعطيكَ أسئلة ً / سؤالاً واحداً
لو كنتَ حياً لا تـُـجبْ
أو كنتَ ميْتاً :
هاتِ ما في الغيبِ هاتْ ..!

تبكيكَ يا [ جدي ] عصافيرُ الجليلْ
تبكيكَ باريسُ القديمة ْ
هلْ سـ تذكـُـرُ :
" مُستسْلماً لـ خـُـطى أبيكَ ذهبتَ يا أبتي هناكْ ؛
حينما كانَ الغروبُ يُذيبُ ذراتَ الغروبْ ؛
حينما كنا أنا وأبوكَ خلفكَ والِدَيْكْ " ..!

والآن قبركَ في اتساعْ
سـ تأخذني لـ تسليةٍ معَ الـ لا وَقتْ
لا تحتاجُ مكتبة ً
ولا لغة ً
فـ القبرُ ينطقُ بـ التدرج ِ لهجةً عربية ً فصحى
وينكشفُ القناعْ
" والموتُ مثلكَ لا يطيقُ الإنتظارْ " ..!

سـ أبكي :
دمعة ً أخرى على قبركْ
لـ يَشربني الترابْ
فـ اخـْـرُجْ [ من دموعي ] يا عظيمَ الحرفِ فوقَ الأرض ِ
فـ اخـْـرُجْ :
مرة ً أخرى إلينا كـ النباتْ ..!

اليومَ :
كلّ مَن في الأرض ِ ماتْ ..
والشعرُ يدخلُ :
" يا صديقي
يا أبي
يا صاحبي "
الشعرُ يدخلُ :
في سُباتٍ
في سُباتٍ
في سُباتٍ
في سُباتْ ..!


هناك تعليقان (2):

  1. آه من حيرة ستلوك بالكلمات في صبح آت ..
    آه من قافية تشكي الزمان بعده ، ترثي الشعر
    بعده هيهات ..

    ردحذف
  2. اسمح لي
    فقد مررت من هنا
    وأبى قلمي إلا أن يترك أثراً هنا
    من الإعجاب والزهو بقلمك الذاخر
    تحياتي لك أيها الرائع

    ردحذف