الاثنين، 11 يونيو 2012

وتنتصرُ الطاولة ..!





والكلماتُ لا تـُخطئُ طريقها عندما تكونُ بـ الخارج
أحياناً وأنا أتحدثُ الفصحى :
أجدُ أنّ الوقتَ يمرّ بـ بطئ
وأنّ الكلمات تتقصّدُ عقربَ الساعةِ الأصغر
فـ يترنمُ بها كثيراً
ويُبطئُ ثانيتن ِ كلّ دقيقة
في حين ِ أنّ اليومَ ينتهي متأخراً
وتشرقُ الشمسُ على المدينةِ كلها إلا منزلي ..!

 
وأستمرّ في النوم ِ إلى أنْ يدقّ جرسُ الساعة
وأمضي إلى مكتبي هكذا :
بـ بيجامةٍ بيضاءَ وقبّعةٍ يتدلّى منها حبلٌ طويل
وأتثاءبُ مرتين ِ قبلَ أنْ يأتي عاملُ القهوةِ بـ طلبي
وأنامُ خمسَ دقائق :
تتأخرُ فيها الثواني ثانيتين ِ كلّ دقيقة ..!


ومرة ً أخرى يتأخرُ اليوم
وأظلّ شهراً كاملاً متأخراً في الراتب
وشهراً آخراً أعملُ فيهِ مجاناً
في حين ِ أني أتكلمُ الفصحى مرة ً في اليوم :
حينما أكونُ وحيداً على طاولةِ الغداء ..!


وطاولة ُ الغداءِ تعرفني تماماً
فـ إذا حانَ موعدُ غدائي أسمعُ صوتاً مزعجاً
وأكتشفُ أنّ الكرسيّ قد عادَ إلى الوراء
وأنزعجُ كثيراً لـ أنهُ يُجبرني على الجلوس
وأفكرُ بـ صوتٍ خافتٍ بيني وبينَ نفسي :
سـ أصومُ غداً ..!


ويجيءُ غدٌ ويرجعُ الكرسيّ إلى الوراء
ويرتفعُ طبقٌ في منتصفِ الطاولةِ إلى الأعلى
وينبعثُ منهُ بخارٌ ساخن ..!
وأسمعُ صوتَ ملعقةٍ تتحركُ على الطبق
وأسيرُ بـ بطءٍ إلى الغرفة
وأنظرُ من شقّ البابِ إليّ وأنا على الطاولة
وأتعجّبُ من كوني مُفطراً " سراً "
وأنا صائمٌ في العلن ..!


وأتحدثُ بـ العامية
وتتقدمُ الساعة ُ مائة ً وعشرينَ ثانية ً إلى الأمام
ويمضي اليومُ سريعاً
وتغربُ الشمسُ قبلَ موعدها
وتنتصرُ الطاولة ..!


هناك 3 تعليقات:

  1. كـ العادة أنبهر وأنبهر ويسرقني الخيال إلى عالم لايصنعه سوى حرف " الماجد " حيث أشاهد الأحرف صور ..
    ماشاء الله عليك ياأنيق الحرف

    ردحذف
  2. أسعدَ الربّ روحكـِ يا ملك الروعة ؛ أنا سعيدٌ وأخجلُ في ذاتِ الوقتِ من عظيم ثنائكـِ والله ؛ كوني بـ القرب وبـ خير دائماً أسعدكـِ الرحمن ..!

    ردحذف