السبت، 2 يناير 2010

تذكرة ُ كسل ..!








وأنا مُصابٌ بـ الحمّى
قدَماي لا تتحدثان ِ معَ الطريق ِ كثيراً
بضعُ كلماتٍ غيرُ مفهومةٍ فقط ْ
كَوّنتْ خبراً مُفادهُ :
كوبُ ماءٍ من البرادْ
وارتماءٌ آخرٌ على سريري ..!


الحمّى لغة ُ المتعبينَ من الحياة
وجَسدٌ لـ تعيش فيهِ
مُعضلاتكَ بـ أدقّ تفاصيلها
ولكَ الحرية ُ بـ انتقاءِ أسوأ الذكريات
والخوضُ فيها مرة ً أخرى ..!


وأنا أهْجسُ لـ يدٍ تمتدّ :
كم تبقـّى من النعاس ِ كي أجْلدْ
فـ تئنّ مُصدِرة ً وميضاً لا أقرأ تفاصيلهْ
[ مفتاحُ المصباح ِ حادّ الطباعْ ] ..!


وأنا مُصابٌ بـ الحمْى
أصابُ أيضاً بـ نوبةِ ازدحام ٍ عاطفيّ
فـ أحيانا لا أعرفُ الفرقَ
بينَ الشوق ِ والرغبة
أو بينَ الأمنيةِ والواجبْ
وأجدُ في سريري :
مساحة ً كافية ً لـ التفكير ِ
أو لـ التكفير ِ عَن وجعي
تلكَ طريقة ُ المحمومينَ في الرجاءْ ..!


ليس لـ الحمّى مديرُ أعمال ٍ
أو محام ٍ تتفاوضُ معهْ ..!
وتسألهُ عن احتياجاتها ورغباتها
فـ تلـبّيها طائِعاً أو مُكرَهاً
الحمّى سَيّدَة ُ نفسِها
تنشأ ُ من ذاكرةٍ لا تـُمحى
وتدُبّ في بعض ِ أسراركَ فـ تعلنها
وفي أطرافكَ وكوبِ قهوتكَ
ووسادتكَ والمهدئ ِ والنعاسْ ..!


وأنتَ حينَ تهذي
لا تعلمُ إنْ كانَ ما تقولهُ خطأ ً أمْ صوابْ ..!
وتتلعثمُ بـ انكسار ٍ ساخنْ
أو هزيمةٍ غيرُ معلنةٍ
وتدخلَ مطاراً لا تـُقلعُ منهُ
إلا بـ تذكِرةِ كَسل ٍ غير ِ مُبرّرْ
وتريدُ الاحتجاجَ على درجةٍ
أعطاكَ إياها المضيفْ
- أنتَ المضيفْ -
جَسدُكَ في الحمّى :
عَائِلٌ [ عالة ٌ ] على نفسِهْ ..!


وأنتَ إذ ترى إلى نفسكَ في المرآة
لا تجدُ اتساعَ عَيْنيْكْ
فـ تحاولُ اقتناصَ فرصةٍ لـ الدهشة
لكنّ ما يُخيّبُ آمالكَ :
أنّ شعوركَ في خُبوءٍ مُسْتمرّ ..!
فـ تعْدِلُ عن فِكرةٍ تزاولُ معها التذكّرْ
أو تقليدُ شخص ٍ [ كانَ أنتْ ] ..!
وتسْخرُ من انفلاتِ الضوءِ بينَ أصابعكْ
تلوّحُ أمامَ الضوءِ بـ أصابعَ مشدودَةٍ لـ الأعلى
تجرّبُ حياتكَ بـ مِقدار ِ ما تراهُ يُفلِت
وتعلمُ أنّ مجالَ الرؤيةِ ضيّقْ
ذلكَ لـ أنّ أصابعَكَ ارْتختْ لـ الأمامْ ..!


وأنا مُصابٌ بـ الحمّى
أعِيدُ جَدْوَلة َ الوقت :
سـ آخذ ُ قيلولة ً في الظهيرة
وَوَقتَ الغداءِ سـ أخبرُ أمي :
بـ همس ِ اثنتين ِ يُغازلنَ حرفاً
خفيفَ الترنـّح ِ في زاويتين ِ
وأختارُ أجملَ بيتٍ لـ " شارْ "
وأسمعُ لحنَ سُوناتا
وأكتبُ شِعْراً
وأنزلُ مُمتزجاً بـ السعادة
لـ فناءِ منزلي
وأقطفُ وردة
أقدّمُها لـ عَجُوز ٍ في الطريقْ ..!

هناك 3 تعليقات:

  1. حين أقرأك، لا أدري لمَ أتنفسُ فلسفةَ أحمد مطر ..
    بينكماَ شبهٌ جميل يا ماجد ...


    أكمل .. وثق أنّ الكثيرين يتنفسون حرفك ، وأنا على رأي قائمتهم :)


    زينب المرزوقي

    ردحذف
  2. .....!!
    انت مصرا على اغوائي ..؟
    قلمك يجذبني
    حتى انني بدأت لا افرق بينه وبين الجاذبيه

    ||..... : و تخرج

    ردحذف
  3. عجز الكلام عن وصفك ماجد عنجد انتا موهوب بكل معنى الكلمه كل ما بقرأ كتاباتك وكأني بقرأهم لاول مره .. استمر وكمل رح يكون ل الك مستقبل مبهر ان شاءلله لانه عندك شي مميز وصيغه ما لمستها عند حد من الكتاب والشعراء من قبل !!

    ردحذف