الوقت قولُ اللهِ ينفذ كـ السهام
والدمعُ كـ الـ لاشيء في كف الزمان
وأنا " أنا "
أستلّ من عدمي وجودي
وأحيكُ من قهري حدودي
وَأنا وَخلفي سارحان
وما [ الأمامُ ] سوى فنائي
وما السرابُ سوى بقائي صامتاً
سـ أرتبُ الأنواء
وأرمي سُترتي في البحر
وأقذفُ البحرَ في قاع الحقيبةِ
ثمّ أسير ..!
ما جوفُ هذي الأرض إلا مُهجتي :
نارٌ تأجّجُ تحتَ سطح باردٍ
و الشمسُ خِلاني
وهذا الصوتُ أسودْ ..!
كنتُ أعلمُ أن شيئاً ما سـ يأتي :
كي يزيلَ الإنحدار
كلّ شيءٍ صارَ أبعدْ
كلّ جرح في جبيني صارَ معبدْ ..!
كلّ ناي ٍ لم يراني :
صارَ فيهِ الصوتُ أسعدْ ..!
والليلُ شيءٌ لا يرانا
لا نراهْ
والصمتُ فيهِ صُراخُ [ مُقعَدْ ] ..!
الموجُ [ وحيٌ ] فوق هذا البحر أجعدْ
ما شأني أنا في طول آدم
في شكل يوسف
في سحر موسى
ما شأني أنا بـ تخاطبِ الأديان في هذا الزمان
إن كانَ شكلُ المستطيل [ مربعاً ]
أو كانَ إسمُ الشمس [ شمساً ] أو قمر
ما شأني أنا ..؟
هوَ واحدٌ فوق السماءْ
لا بدّ أن يُعبدْ ..!
الحبّ [ دولارٌ ] سـ يهبط ُ ثمّ يصعدْ
وأنا السرابُ ووهمهُ :
أسيرُ من شيءٍ إلى الـ لاشيء
أخرجُ
ثمّ أدخلُ
ثمّ أخرجُ
ثمّ أجهَدْ ..!
في الليل ِ قد جحدَ الزمانُ حقوقنا
أنا وصمتي غائبان
أنا المخاطبُ
أنا المتحدث الغائب
أنا لغة ُ الضمائر
أنا ضميرٌ لـ الضمير
والسرابُ حقيقتي
لا أنتَ إلا " أنتَ " يا وهمي
فـ قمتَ تسألُ :
ما شكلُ هذا [ الشكل ]
ما لونُ هذا [ اللون ]
ما وجهُ التشابهِ في [ التشابهِ ] نفسهِ
وما صفة [ الصفة ]
ما موتُ هذا [ الموتِ ] الذي لا موتَ له
ما الفرقُ بينَ قول [ الشوق ] أو قول [ الوله ]
وما لغة [ اللغة ]
أتـُراكَ أعمى :
حينَ تـُبصرُ [ اللاشيءَ ] في هذا الهواء ..!
لا شيءَ في الصحراءِ إلا نفسها
فـ قمتَ تـُقسِمُ :
كلّ شيءٍ صارَ أبعدْ
كلّ هذا الصوت أسودْ
كلّ حرفٍ صارَ في قلمي مُشرّدْ
كنتُ أعلمُ :
أن حزني كانَ في قلبي كـ مِبرَدْ
كلّ نار ٍ تمتطي جسدي سـ تـَبرُدْ
كلّ ليل ٍ مَرّ في عينيْ تجرّدْ ..!
يا دمي المسجونُ في قلبي
بـ تهمةِ من تمرّدْ
حاصر الشهداءَ في عَيْنـَيّ :
دمعيَ
نظرتيَ الحزينة ُ
قسوتي
ردّدِ الأشعارَ فيهم ثم غرّدْ ..!
الشمسُ تخرجُ من ترابِ الأرض ِ
تخطو لـ الأمام
تغرقُ في ترابِ الأرضِ ثانية ً
وأنتَ تحلمُ أن تسيرَ إلى الوراءْ
كي يجيءَ الموتُ أعلى من سحابة ..!
فـ تنظرُ خلسة ً ما بينَ هذا الـ [ بين ] :
تـُبصرُ غيبكَ المخنوق في عنق الزجاجة
قد تجفّ الريحُ في قدميك
قد تمشي على انغلاق الصمتِ في شفتيك
وقد ترى خلفَ الذهول حقيقتك :
[ وشمٌ من الماءِ في كتفِ الهواء ] ..!
[ هابيلُ ] حرفكَ مُعجزة
إلياذة ٌ هيَ كلّ ما لمِسَتْ يداك
ووجهكَ المنبوذ في المرآةِ يصرخُ :
كلّ شيءٍ صارَ أبعدْ
كلّ هذا الصوت أسودْ
كنتُ أعلمُ يا سراب :
أن لوناً ما سـ يُصبحُ لـ الزمردْ ..!
كنتُ أوقنُ :
أن صمتكَ العالي على الألواحِ يُسرَدْ
كنتُ أؤمنُ :
أن حزنكَ مسرحيّة
ليسَ فيها أيّ مشهدْ ..!