الأحد، 29 يناير 2012

تواضعُ الملائكة ..!


الساعة ُ تـُلامِسُ النصفَ بعدَ الرابعةِ فجراً
وأنا أصارعُ جفافَ مُخيّلتي
وأضربُ بـ النوم ِ عَرضَ الحائطِ معترضاً ..!

أريدُ صحراءَ قاحلة ً لـ أزرعها بكـِ
وأبحثُ في الأرض ِ عن بُقعةٍ مُلائمةٍ لـ ذلك
وأجدُها مَملوءَة ً جداً بـ ثانوياتِ الحياة
فـ أصرخُ مُحتجاً :
وحبيبتي ؛ أين أضعُ إلهياتِ تكوينها ..؟
فـ لا أجدُ بُداً من صحراءَ وحيدةٍ بي
فـ أضعكـِ في قلبي
وأمتلئُ بكـْ ..!

إنكـِ إحدى أكثرُ معجزاتِ الكون تعقيداً
وأكثرُ [ الأكثر ] وضوحاً ..!

ورغمَ أنكـِ تـُمثلينَ أدقّ التفاصيل التي :
لم نسمع بها سابقاً
كـ هبوبِ الهواءِ من حنجرةٍ دافئة
والتقاءُ ما لم يلتق ِ في عينيكـِ
وطفولة ُ ابتسامتكـْ
وياقوتُ شفتيكـِ
إلا أنكـِ بـ تواضع ِ الملائكةِ :
تمثلين البشر ..!

كم من الوقتِ سـ يقاومُ حبكـِ
صدأ الذاكرة ..؟
إنهُ سؤالٌ أجهلُ إجابتهُ
بـ قدر إدراكي لـ كُنهه ..!

وكثيراً ما أشعرُ بـ الشفقةِ عليّ
حين أفكرُ بـ ما أريدهُ
وما لا أريدهُ معكـِ
وحين أضعُ مائة َ خطٍ
- بأصابع من هواء -
تحتَ فكرةِ تقبيلكـْ ..!
وأرفضُ بـ شدةٍ فكرة َ ابتعادنا هذهْ
حيثُ لا أملكُ من هذا الأمر شيء ..!

ماذا أفعلُ بـ مرضي هذا
فـ لذة ُ حمى اشتياقي لكـِ
تجعلني أرفضُ بدائلَ العلاج ِ منكـِ
وفتراتِ النقاهةِ والنسيان
وأصرّ على تجذركـِ بي
رغمَ أنكـِ :
لا تستحقينَ جسداً مُضيفاً
فقيراً كـ هذا ..!
وتستحقينَ قلباً
ينبضُ لـ المرةِ الأولى منذ خلقهِ لكـِ
ودماً صافياً من شوائبِ الدنيا
وعقلاً لم يفكر إلا بـ حدوثكـْ
ويداً لا تكتبُ إلا اسمكـْ
ولساناً لا ينطقُ سواهْ
وشفاهاً رغمَ هذا
لا تعرف إلا لذة َ قبلتكـْ ..!

ليتَ هذا الليل يطولُ
لـ أعتكفَ حبكـِ أكثر
والأرضُ تتمددُ :
لـ أمشطها بحثاً عن حل ٍ يليقُ بكـْ
فـ أنتِ الآنَ نائمة ً
موقنة ً بـ أنّ في الكون ِ
مَن يضربُ أكبادَ السهر
امتناناً لـ جَمالكـْ
ويسحقُ رغبة َ النوم :
ظناً منهُ أنّ السهرَ تفكيراً بكـِ
سـ يجعلُ مرتبتهُ أكبر
ويُخرجَكـِ من صمتِ الملائكة
إلى حروفٍ من ذهبٍ وعاجْ
تلقيها على مسامعي كلّ صباح
- أشتاقكْ -
لـ أخرّ حينها صريعَ فرحةٍ غادرتني
منذ اللحظةِ التي افتقدتُ فيها صوتكـْ
ومنذ اللحظةِ التي أدركتُ فيها
أنني لا أستطيعُ التعبيرَ عن دهشتي بـ أنوثتكـِ
إلا بكـْ
حين نطقتُ :
ياااااااه ؛ كمْ أنتِ أنثى ..!



الجمعة، 27 يناير 2012

أنثى ..!


حباً لقلبكِ قد أصوغُ ملاحماً
حتى ترينَ لَكَمْ أنا أهواكِ
ولأكتبنّ إذا أردتِ قصيدة ً
وأضمّ فيها عاليَ الأفلاكِ
حتى إذا قـُرئتْ وصوفكِ مرة ً
ظنّ الذي سمعَ القصيدَ يراكِ ..!
سقطتْ لعينكِ دمعتان ؛ سقوطها
نحّى غشاوة َ مدمعي لأراكِ
أيّ العبادةِ في فؤادكِ فـُضّـِلتْ
هل باعتكافٍ فيهِ كالنساكِ ..؟
أمْ بالسجودِ بنبض ِ قلبكِ حينها
حتى إلى ربي أبثُ جفاكِ
لو خيروني بين قلبك والسما
لأشـَرْتُ صوبكِ لا أريدُ سواكِ
يا ربة َ الغنج ِ التي إن تمْتمَتْ
للصخر : حالاً صَلبُهُ لـبّـاكِ
إني كتبتُ قصيدة ً كافيـّة ً
جَعلَتْ ضميرَ [ النون ] بعضَ ثراكِ
أسميْتـُها " أنثى " وإنكِ مقصدي
إن قيلَ " أنثى " : من هنا إلاكِ ..؟
خصْرٌ كُمَثرى لُفّ في أترُجّةٍ
جَمعَ اللذائذ ؛ آآهِ ما أشهاكِ
أما الشِفاهُ إذا نظرْتَ سألْتها :
من يا شِفاهُ بشهْدهِ حلاكِ ..؟
والشـَعرُ مُنسَدِلُ الظلام ِ كأنما
الوجْهُ شمسٌ والخِصَالُ دُجاكِ
والخدّ وردٌ ؛ هلْ قتلتِ ورودنا
ثم استباحتْ لونها خدّاكِ ..؟
وجميعها ؛ أو شئتَ بعضَ جميعها
قمرٌ مُضيءٌ جَلّ مَنْ سَوّاكِ
لو ضَمّها صَلدُ الحديدِ لما بقى
صَلداً وهلْ يقوى الحديدُ دفاكِ ..؟
لو قالَ قلبي هلْ تريدُ فراقها
لنويْتُ قلبي حينها بعراكِ
واللهِ إنكِ داخلي تتنعّمي
وأنا هنالكَ قابعٌ بلظاكِ
لو كنتُ طيراً لارتقيتُ من الهوى
حتى لمسْتُ منَ الرقيّ سماكِ
واللهِ بي عشقٌ يزمجرُ داخلي
غضباً على عُمْر ٍ مَضى بنَوَاكِ
حُباً بربكِ فارفقي بي إنني
أنكَبّ ُ منكِ مُقبّـلاً ممشاكِ
قبّـلتُ كفكِ فـي ثباتٍ واعـداً
إيـاكِ : أ ُحيي دائماً ذِكراكِ
ولإنْ سَلوْتِ فما أزالَ مُوفـّياً
مَنْ ذا الذي يقوى على سَلْواكِ ..؟
حتى وإن أفطَرْتِ بَعدَ صِيامنا
عَن بعضنا ؛ أتمَمْتـُهُ إمْسَاكي
" عَن قلبِ مَاجدَ ؛ عَن مَدَامِعِهِ التي
نثرَتْ شراراً كَفكَفتـْهُ يَداكِ
عن ضِلعِهِ الشاكي وعَن شريانِهِ
عَن جوْفِهِ الملآنُ بالأشواكِ
عَن أنمل ٍ كتبَ القصائدَ حُرقة ً
عَن عقلِهِ المكلومُ من فُرْقاكِ "
[ عَنْعَنْتُ ] قولي كي يصيرَ رواية ً
مَوْفِيّة َ الإسْنادِ حينَ رَواكِ ..!
أذهَبْتِ نورَ العين ِ ثمّ سألتِها
ببراءَةٍ : يا عينُ مَا أعماكِ ..؟
وصَدَدْتُ عن قول ِ العواذل ِ دائماً
أبقول ِ زور ٍ تكتبينَ هلاكي ..؟
وَفّيْتِ حُبي بالفراق حبيبتي
أهُوَ الجزاءُ لنابض ٍ وَفـّاكِ ..؟
أجَزاؤهُ أن تُصبحي ذكرى لهُ
وَهُوَ المؤمّـلُ دائماً يحياكِ
مَنْ ذا الذي أحيا ضِياءَكِ حينما
حُزناً طويلاً كانَ قدْ أطفاكِ ..؟
مَنْ ذا الذي قدْ هَبّ حينَ طلبتهِ
وأتاكِ بالمطلوبِ دُونَ حَراكِ ..؟
وطلبتهِ نجماً فأحْضَرَ ضوْءَهُ
في سُرعةٍ قدْ صارَ في مخباكِ
وأمَرْتِهِ شِعْراً فأصْبحَ شاعِراً
ورَجَوْتِهِ سَنَداً فصارَ حِماكِ
وأمرْتِهِ ؛ وطلبتِهِ ؛ ورَجَوْتِهِ
وجعلتِهِ من جُملةِ الأملاكِ ..!
واحْتلْتِ فيهِ فشابَ مِنكِ تحايُـلاً
هذا وقلباً كانَ قدْ وَصّـاكِ
هذا أنا ؛ حُباً بربكِ فاعلمي
بالرُغم ِ من هذا أراكِ ملاكي
إن تطلبي قلبي وماءَ مدامعي
للآنَ في طبق ِ الرّضى لأتاكِ ..!


الخميس، 26 يناير 2012

كـُنْ مرة ً أولى [ أبي ] ..!


الليلُ غادرَ بـ الضياءِ وظلّ بي
وأنا وحيدْ
رجلٌ تكررني الكآبة
أكابرُ جيداً سناً يفوقُ حكايتي
وأرى الطفولة َ مذهبي ..!


كُن بي رحيماً
كُن حنوناً
فـ الأرضُ تجلدني
لِمَ لمْ تزلْ أسفاً وتبقى ..؟
ما ظلّ منكَ على الوجوهِ سـ يختفي
ما زلتُ أذكرُ جيداً :
زمناً بسيطاً كانَ يقضمهُ الغياب
قد تآكلَ صوتُ ذاكرتي كثيراً
دهراً أنادي يا أبي ..!


يا صاحبي
قد طالَ بي صمتي
وأجهضَ زفرتي
أناْ لم أقل :
" لو كنتَ يوماً "
أنا لمْ أقل شيئاً
ولم أبعث إليكَ رسالتي ..!
فـ افتح قليلاً ما صكَكْتَ من اللقاء
دَعْ قلبكَ المجهولُ يعرفُ من أنا
وانظر بـ صمتٍ في يدي
لا تكُن ليلاً
أقلّبُ فيكَ ذاكرة ً خـُواء
لا تكن وجعاً بـ باب البيتِ
يدخلُ دونما إذن ٍ إليّ ..!
أخبرني الحقيقة َ
حينَ قتلتَ بي طفلاً
وأقمْتَ ميلاً في جدار ِ خطيئتكْ
أبقيتهُ لـ يُعيقَ وصلاً تاقَ لك
وخرقتَ
- مدعياً بـ أنكَ مجبرٌ -
بـ يديكَ أسفلَ مركبي ..!


لمَ يا أبي ..؟
أوَ لم نحقق ما تريدُ أبوّتك ..؟
كنا إذا ما عُدتَ نركضُ فرحة ً
ولنا طريقتنا لـ نرسمَ في يديكَ شفاهنا
ولنا جدالٌ فيكَ :
" أولُ من يقبلُ وجنتيكَ
يكونُ سيدنا لذاكَ اليوم
أولُ من يضمكَ يُصبحُ
في محاجرنا كبيراً
أولُ من يشمّ روائحَ التعب الطهور ِ
على ثيابكَ
لن يذوقَ النومَ
إذ يمضي يفكرُ :
كم لنا حظ ٌ
لـ أنكَ يا أبي تهتمّ في رغباتنا "


أوَ لم تكن ظلاً لنا ..؟
أوَ لم أنم يوماً تقلبني يدُ الحمى
وأفتحُ مقلتي
لـ أجدْكَ قربي ساهراً تدعو
وتقرأ في كتابِ اللهِ
- صوتكَ مرهقٌ بـ الدفءِ -
صوتكَ يضربُ الحمى بـ سوطِ الخوفِ
يطردها رجاءٌ في دعائكَ :
" اذهبي " ..!


الليلُ غادرَ بـ الضياءِ " وضلّ " بي
وأنا أكررُ في القصائدِ مطلبي :
يا أبي
لو مرة ً خذني إليكَ وضمني
كن مرة ً " أولى " أبي ..!



الأربعاء، 25 يناير 2012

يا زوجة الكلمات ..!


تتثائبينَ من الحياةِ
وليسَ من هذا النعاسْ
وتركلينَ بـ رقةٍ هذا الفِـراش
وتـُسقطينَ من العلوّ :
أناملَ القدم المرصّع ِ بـ الكسلْ
تتثاقلينَ على البلاط
وبـ كلّ ما أوتيتِ من غنج ٍ
يسيرُ على اثنتين :
تداعبينَ الأرضَ
يلمسُ باطنُ القدم ِ الشهيّ برودتهْ
وإلى سحابٍ من حديدٍ تذهبين
وتبللينَ بلا تردد كلّ ما يبدو من الأعلى
ابتداءً من ظلام الرأس ِ
حتى أخمص ِ الجيد المثيرْ
وبـ لا شعور ٍ تصنعينَ من الجمادِ :
حكاية َ الفرو الشفيف
وتفركينَ
- إذا اشتهيتي -
في هدوءٍ بشرتكـْ
وينهمرُ النعاسُ بـ دمعةٍ
وكـ أنهُ قد فرّ من عين ٍ
إلى خدٍ
إلى عنق ٍ
إلى صدر ٍ يُراوغُ ظبيتين ِ من اللآلئ
تـَخرجينَ من الغروبِ المستقرّ ِ
إلى شروق ٍ راودَتـْهُ يدٌ تـُحركُ ضَعْفهُ
وإلى شروق ٍ لا يُرى
لكنهُ حِسٌ خفيفٌ سوفَ يطفو
- إن أردتي أنتِ ذلكَ -
تحتَ شلال ٍ من الماءِ الذي يبدو :
قطيعاً ثائراً
يجري بـ وادٍ غير ذي زرع ٍ
وتـُدخلينَ من الهواءِ إذا انتشيتي
شهقتين ِ تدلّ على ابتهاجكـِ
تمسحينَ على نعاسكـِ مرة ً أو مرتين ِ
على حرير ٍ مُحكم ِ التكوين ِ
مُكتملُ الضرورةِ
حائرٌ بينَ احمرار ٍ أبيض ٍ
أو بينَ أبيضَ قد يشاغبهُ احمرارٌ غيرُ دائمْ ..!
وتراودينَ الحلم
يا امرأة َ الخيالْ
يا زوجة َ الكلماتِ
ويا ابنة ِ السطر ِ البسيطِ
بـ آخر ِ دفتر ٍ
كُتِبَتْ عليهِ ملاحظة ْ :
" إنّ اللهَ ........ أبدعْ "
وبـ ذاتِ دغدغةِ الخـُطى الأولى
على هذا البلاطِ :
تـُراجعينَ الحلمْ
وتأخذينَ - تململاً - قطعاً بلاستيكية ً نـُثرت
على أشكالها وُضعَت نجومٌ
شوهدتْ قبلاً بـ آلاتِ المصانع ِ كاملة ْ
والآنَ تلمعُ تحتَ هذا الضوءِ
تلمعُ تحتَ عشواءِ " انتظام " الليل ِ
تلمعُ في الهواءِ
وفي السرير ِ
وفي ظباءٍ فوقَ صدركـِ نافرة ..!
وتـُمسكينَ بـ صفّ جندٍ واقفٍ
وتكتبينَ على خصال الشَعر ِ قافية الحرير ِ
تسيرُ إلى الوراءِ
إلى الأمام ِ
إلى الوراءِ
إلى الأمام ِ
وهكذا
حتى يصيرُ الشَعرُ مُنتظماً
كـ أبياتِ القصيدة ..!
وتلبسينَ لـ هذا اليوم ِ :
أزرقَ مائلاً لـ الصحو
وتـُبهَرينَ إذا لمحتِ على الجدار ِ
خيالَ أنثى ..!
وتتمتمينَ :
" ولم يمسسني بشرٌ ولم أكُ بغياً "
وبـ بحةِ الكلماتِ في صوتٍ لذيذ
تغني لحنَ أغنيةٍ
من العهدِ القديم ِ أو الجديدِ
- لـ أنّ حسنكـِ منذ بدءِ الخلق موجودٌ -
فـ لم تبقى عليهِ ديانة ٌ إلا ومَرّت ..!
ولـ أنّ صوتكـِ منذ هذا الوقتِ مبتدئٌ
ومبتدأ ٌ
ولم يصر خبراً بعد
لم يُحكى إلى أحدٍ
وما من أمةٍ خـُلقتْ إلا وتشهدُ :
أنّ صوتكـِ باقيٌ ..!
وترفضينَ الساعة َ الذهبية َ
عقد اللؤلؤ الأخاذِ
قرطاً من زمرد
خاتماً أيضاً
وترفضينَ جميعَ أدواتِ التجمل ِ
- كيفَ يحتاجُ الجمالُ إلى جمال ٍ آخر ٍ -
لا البحرُ يخطبُ غيمة ً لـ يدومَ ماءٌ
أو زهورٌ زُوجتْ نحلاً
لـ تنجبَ قطرة ً أو قطرتين من العسلْ ..!
- كيفَ يحتاجُ الجمالُ إلى جمال ٍ آخر ٍ -
ها أنتِ كـ السهم ِ الذي :
لا يخطئُ الهدفَ البسيط
ها أنتِ تنتقلينَ إلى الحياةِ
من الحياةِ من النعاسْ
ها أنتِ ذا
قمرٌ يُمدّدُ ساعديهِ تأهباً لـ يُضيء
شمسٌ تـَزمّ لـ معصميها الصبح
تعجنُ الفجرَ المبللَ بـ الندى
تغمسُ كبرياءَ الليل ِ
تشربُ لؤلؤاً قد ذِيبَ في ماءٍ
فـ تضحكُ وردة ٌ
أو وردتين
ها أنتِ أجملُ من مسار اللون ِ
أجملُ من مضاجعةِ النجوم ِ معَ القمر
كي ينجبوا ليلاً ضروريّ الكمال ..!
ها أنتِ أنثى
أيّ أنثىً تلكَ قادرة ٌ على :
جَعل ِ القرنفل ِ نابتاً في ضلع ِ صخرة ْ ..؟
أيّ أنثىً تلكَ
ممكنة ٌ إلى حدّ المحالْ
أيّ أنثىً تلكَ أنتِ
أنتِ أرقى من وُضع
أنتِ أرفعُ من خـُفِض
أيّ أنثىً أنتِ إلا " أنتِ "
يا امرأة َ الخيالْ
وزوجة َ الكلماتِ
ويا ابنة َ السطر ِ البسيطِ
بـ آخر ِ دفتر ٍ
كُتِبَتْ عليهِ ملاحظة ْ :
" إنّ اللهَ [ يا أنثايَ ] أبدعْ " ..!


الأحد، 22 يناير 2012

كم أنتِ لذيذة ..!



أشعرُ بـ رغبةٍ شديدةٍ بـ الكتابة
وأشعرُ بـ رغبةٍ شديدٍ " بكـِ " ..!
وأشعرُ بـ شعور ٍ أصفهُ بـ :
تحطم الرياح على الأشرعةِ يأساً كـ ابتعادي عنكـِ
وأشعرُ بـ فوضويةِ صباحاتي كلها
وصوتكـِ الوحيدُ القادرُ على ترتيبها ..!

كم أنتِ أنثى
كم أنتِ أنثى
وكم أنثىً أنتِ ..؟
وكم أشعرُ بـ رجولتي معكـِ
وبـ اكتمالي بـ وجودكـْ
وبـ هدوئي بـ جواركـْ
هل كانَ الجمالُ يُعرفُ قبلَ خلقكـْ ..؟

أنا متوحدٌ بكـِ
متفردٌ بـ نعومتكـْ
موزعٌ على زوايا الأرض ِ :
بـ لمسةِ يديكـِ لـ ألمّها ..!

كم أشتهي فاكهة َ يديكـِ
وكم يلسعني البردُ
وتوخزني ذكرى لقاءكـِ الأول
فـ قررتُ أن أرتديني وأغلفني
وأضعني بـ هدوءٍ بينَ رئتيكـِ :
دونَ أن أزاحمَ إحداها
لـ أشعرَ بـ الدفءِ فقط ..!

كم أنتِ قلبي
وكم أنتِ عيناي
وكم أنتِ جوفي
إذاً ؛ كم أنتِ تكويني ..!

وأنا أزحفُ منذ أمدٍ ليسَ بـ قريبٍ لـ أراكـِ
فـ قداسة ُ التقاؤكـِ تعطلُ مفاصلي
وأشعرُ أن الأرضَ احتقنت داخلها
أنتِ مزمنة ٌ بي فـ لا فرارَ منكـِ
وأنتِ أزمنة ٌ لي ؛ أرجوكـِ لا تنقضي ..!

أشعرُ بـ رغبةٍ عارمةٍ لـ احتوائكـْ
وأشعرُ بـ حاجتي الماسة لـ هوائكـْ
وأشعرُ بـ انسكابي رويداً رويداً بـ أضلاعكـْ
لـ أكونَ طبقة ً خارجية
إذ أنتِ " الداخلُ والمكوّنُ " دائماً ..!

وأنا أتعجبُ كثيراً مني
كم امرأة ً في الأرض ِ الآنَ :
ولا أرى سواكـِ
وأتمنى أنكـِ لي
رغمَ عنتِ الأقدار وشدةِ مراسها ..!

أنا أ ُجلدُ في معتقل حبكـِ ولن أ ُفصح
أنا أشتاقكـِ ؛ وكـ الأطفال ِ أرددُ :
أريدُ أمي
- يا أمي -
بيدَ أن النداءَ لا يُعدّ استعارة ً وكناية
ولا يتعدى كونهُ حقيقة ً أشعرُ بها ..!

أصبحَ طعمُ السجائر ِ مرّ المذاق
فـ قد اعتدتُ أن أدخنكـِ لـ تتعتقي داخلي
وأصبحَ مرورُ الوقتِ " دنساً " وجريمة
فـ أشواقي تتضخمُ وتتورّمُ مع مروره
لـ تضغط َ بـ لا رحمةٍ خلايا تفكيري
وأشعرُ بـ صداع ٍ وتشنج ٍ وألم ٍ لا منطقَ له ..!

وخلالَ الدقائق التي أكتبُ فيها
يعتريني حبكـِ
فـ أرتدي زيّ المجانين ِ وأغني
وأعْبُرُ راقصاً كل الطرق الوعرةِ إليكـِ ..!

كم أنتِ رائعة
شعركـِ خريفيّ الملمس
وعيناكـِ كـ فراشاتِ الريفِ المضيئة
التي لا أتوقفُ عن جمعها كلّ ليلة ..!

وكم أنتِ بعيدة
فـ تذكرة ُ الخيال ِ لا تكفي لـ أصلَ إليكـِ
وكم جسدكـِ المثقلُ بـ الدلال ِ يُرهقني
أنتِ معي الآن
كل شيءٍ بعدكـِ
باطلٌ وزائل
وكل شيءٍ يُمحى بـ وجودكـْ
وكل شيءٍ " أنتِ "
ويداكـِ التي استعمرتني تتوغلُ بي
وشفتيكـِ المائلتين
لـ لون ِ المرض ِ " الأحمر "
أسَرَتني / قتلتني ..!

كم أنتِ لذيذة
شهية ٌ كـ الثلج ِ الذي لا يُنجبُ إلا الحنين
ممزوجٌ بـ طعم ِ الأرض ..!

هل تقفينَ جيداً .. ؟
فـ الأرضُ مائلة ٌ قليلاً
وقلبي مائلٌ أيضاً
لكننا نتشابهُ في الوظائف
فـ هوَ ينبضُ لـ أجلكـْ
وهيَ تدورُ حياة ً بكـْ ..!



الأربعاء، 18 يناير 2012

مهرجانُ الملائكة ..!



إنكـِ أكبرُ من مهرجان ٍ لـ الملائكة
وجهكـِ انعكاسٌ لـ صحوةِ الفجر من نعاسهْ
وعيناك اقتباسٌ يختصرُ شرحَ
ما يحدثُ الآنَ في أقصى الأرض ..!

وحينَ لا أجدُ دفئاً يناسبُ حجمَ جسدِي
ولا أرى ضوءً كافياً
لـ يظهرَ ظلي بـ أناقتهِ الكاملة
أحتاجكـِ
لـ أنّ النقصَ في الإنسان ِ مخلوق
ونقصي [ زائدٌ جداً ] ..!

وبـ ما أنكـِ تبدئينَ بـ ألِفٍ دائماً
فـ لا يُعَبّرُ عنكِ سوى :
بـ الأجمل والأروع والأرقى
فـ أنتِ الأنسبُ لـ [ جداً ] خاصتي
أكملِـيني بـ دفءٍ وضوءٍ ورؤيا
وكافةِ مظاهر الحياة ..!

ومن الغريبِ أنّ علاقتكـِ عكسية ٌ تماماً بـ الأشياء
فـ حينَ تظهرينَ تختفي معالمُ الظهور حولكـِ
وحينَ تنطقينَ تصمتُ الأصوات
وحينَ ترتدين العلوّ
تنخفضُ معدلاتُ النبضْ ..!

ولـ أنكـِ الأعظم
فـ ليسَ من اللائق ِ تفسيرُ ذاتِ العلاقةِ
بـ أنكـِ تصمتينَ إذا نطقَ الصوت
لكنّ ما يناسبُ مقامكـِ هوَ أنّ الأصواتَ تعلوا
حينَ تشعرُ بـ سموّ هدوئكـْ
والظهورُ يمارسُ طبيعتهُ بعدَ أنْ يطمئنّ
من تلاشي تهديد ظهوركـِ عليه ..!

يا امرأة َ العقل
إذ أنكـِ لستِ عاطفة ً فقط
ولا فكرة ً فقط
بل قرارٌ يوافقُ عليهِ الطرفين ِ في جسدي ..!

وأنتِ أنثى
بَهْوٌ فخمٌ يمتدّ من فكرتي إلى حيّز التنفيذ
ومنالٌ عميقٌ جداً
حيثُ يَصْعُبُ العثورُ عليكـِ
فـ الخارطة ُ تشيرُ إليكـِ بـ لغز ٍ مستحيل ..!

وأنتِ أنثىً أيضاً
فـ إضافتكـِ إلى غيركـِ تعني الكمالْ
وإضافتكـِ إلى نفسكـِ
تفسّرُ الغيبَ الذي وضعهُ اللهُ بكـْ ..!

وأنتِ أنثى
مجردة ٌ منَ الوصفِ المكرّر
مجردة ٌ منَ الأشياءِ إلا " أنتِ " ..!

وتعلمينَ جيداً أنكـِ تَـشـْغلينَ مساحة ً
لا بأسَ بها في تفكيري
إذ ما يتبقى من مُجمل المساحةِ :
رقمٌ تتجاهلهُ الوقائعُ لـ ضآلته
وانعدام تأثيره ..!

وأنتِ أنثى
تلكَ الأنثى التي أصابتْ وقتي بـ الحمى
فـ يظلّ ساخناً لـ الأبد
وأظلّ محترقاً لـ فكرةِ التقرّب منكـِ أكثر
فـ أنا لا أملكُ ما يؤهلني
لـ خوض منافسةٍ عليكـِ
ولا أملكُ استعداداً لـ الهزيمةِ أيضاً
وسـ أكونُ مُلازماً لـ خطةِ صمتٍ
طويلةِ المدى ..!

إنكـِ أكبرُ من مهرجان ٍ لـ الملائكة
أكبرُ من سماءِ كتابتي
وليستْ لديّ خطة ٌ بديلة ٌ
لـ أحتالَ على عجزي ..!

إنكـِ أنثى طالما ابتعدتُ عنها
لـ خوفي الشديدِ من الخطأ معها
ولـ تلعثمي المملّ معها
ولـ حديثٍ لا أعلمُ أينَ يذهبُ إذا حَضرَتْ
وأتعجّبُ من شعور ِ لساني المتنملّ حينَ أسمعها ..!

يا امرأة َ المعجزات
أريدُ أن أضمكـِ بـ شكل ٍ يجعلنا واحداً
وأنْ ألـْتحِفَ شعركـِ
بـ استنشاق ٍ بطيءٍ لـ رائحته
أريدُ جداً أنْ أقبـّلَ كفيكـِ
لا ؛ أريدُ أنْ أتأملكـِ كثيراً
واضعاً وجنتيّ على كلتا يديّ
مستلقياً أمامكـِ كـ طفل ٍ
ذُهِـلَ من لعبةِ تكبرُ سِنهُ آلافَ المرات ..!

وليسَ لي منَ الأمر شيء
وإلا لـ كنتُ اتخذتكـِ معبداً
ألجأ ُ إليهِ كلّ ليلة
ولـ سمعتُ صوتكـِ كلّ يومْ
ولـ طلبتكـِ تكرارَ ضحكتكـِ المبهرة
ولـ اتكأتُ على وسادتي
وتحدثتُ بـ هُيام ٍ عن جمالكـْ
وعنْ دقةِ تصويركـْ
ولـ سألتكـِ بـ براءةِ المندهش :
هلْ هناكَ منْ هيَ مثلكـْ ..؟
هلْ تأكلينَ مثلنا ..؟
هلْ تشعرينَ بـ النعاس ..؟
هلْ يُدْركُكـِ الخوفُ كـ ما نخافْ ..؟
وفجأة ً أنهي أسئلتي :
هلْ أنتِ حقاً بشرْ ..؟

لو خلقَ اللهُ في جمالكـِ أنثىً أخرى
لـ أصبحت الأرضُ ثقيلة ً
وما استفاقتْ من غيبوبتها أبداً ..!






السبت، 14 يناير 2012

ما أجملكـْ ..!


الضوءُ أقوى من مجاز عبارتي
الضوءُ يرقصُ في القصيدة ْ
والضوءُ أنتِ
فـ كم من غيمةٍ :
هبّتْ تـُقبّلُ مبسمكـْ
كم من سماءٍ ظللتكـِ
والآنَ منكـِ هيَ الظليلة
كم من نجمةٍ بعثَ المساءُ
لـ كيْ يُرصّعَ أنملكـْ ..!

والأرضُ
ما اسمُ الأرض ِ ..؟
تلكَ القطعة ُ التي حملتْ ثراكـِ
ما اسمُ الأرض ِ ..؟
ما دلـّتْ على شيءٍ سواكـِ
والأرضُ :
جملة ُ تائهٍ قد ضلّ عنكـِ ..!
فـ الأرضُ أنتِ
والروحُ أنتِ
والليلُ أنتِ
والأزرقُ أنتِ
والدنيا
وأطوارُ الفلكْ ..!

يا زهرة ً قامتْ لـ أجلكـِ دولة ٌ
- جسدي -
لكـِ نبضُ هذا القلبِ عاصمة ٌ
والشعبُ :
أعضائي
هدوءُ تنفسي
رئتيّ َ
عينٌ لا ترى إلاكـِ
أوردتي جميعاً تشملكـْ ..!

ما أجملكـْ
الليلُ أصبحَ راهباً يتأملكـْ
كم من رُؤىً ألِفـَتْ حدودكـْ ..؟
كم ربيعاً غازلكـْ ..؟

من منطق ِ التاريخ ِ ينبثقُ العلوّ
صارَ العلوّ مجاز وصفٍ :
[ أسفلكـْ ] ..!

والبحرُ ممتدٌ
- كـ أنكـِ كوكبٌ -
والكونُ
كلّ الكون ِ فز لـ يحملكـْ ..!

عيناكـِ أرضٌ لـ الدياناتِ العديدة ْ
كم ماتت قرونٌ لا نرى آثارَها
وأنتِ :
باقية ُ الشموخ ِ
كـ أنّ هذا الوقتَ جاءَ لـ يُمْهِلكـْ ..!

واللهُ سخـّرَ كلّ ما في الأرض ِ لكـْ
فـ انبثقَ انبهارٌ :
كلّ شيءٍ ناقصٌ
من أكْمَلكـْ ..؟

وأنا أحبكـِ
كلّ ما جاءتْ بـ عقلي فكرة ٌ
- وعرفتُ أنكـِ فكرتي -
يا فكرة ً حاولتُ أكتبها
فـ صاحَ الحبرُ :
تكتبها ..؟
هيتَ لكْ
ما أجهلكْ ..!



الاثنين، 9 يناير 2012

جيشُ الأنوثة ..!


حباً لقلبـكِ ؛ مـا تريـدي فافعلـي
يكفيكِ من هَـول اشتياقـي مقتلـي
قلـبٌ أحـبّ ومـا أفـادَ جنـونـهُ
هذا وجثماني أمامـكِ ؛ فاسألـي ..!
غنيتُ مـن فـرطِ المدامـع ِحرقـة ً
" يا أيها الليلُ الطويـلُ ألا انجلـي "
هذي وصيـة ُ عاشـق ٍ فـي ليلـةٍ
يلقى بهـا ألمـاً يكـونُ كمـا يلـي
" ظمأ ٌ سواكِ فما هَنِئْـتُ بمَشـربٍ
حتـى زلالُ المـاءِ بـاتَ كحنظـل ِ
حتـى الـهـواءُ إذا أردتُ تنفـسـاً
أمضى إلى جوفي كسهم ٍ مُرسَل ِ ..!
العقلُ يَهوي كلّ مـا ذُكِـرَ الهـوى
قد حطّهُ سيلُ المحبةِ مـن عَـل ِ ..!
لكِ في الليالي تـاجُ أفـراح ٍ ؛ فمـا
دونَ السعادةِ والجراح ِ فـذان ِ لـي
وبحثتُ عن عـذر الجفـاءِ تصبّـراً
هـذا ومـا نَفَـعَ الفـؤادَ تعلـلـي
يـا صبـرَ أيـوبٍ أريـدُ زيــارة ً
يـا رحمـة َ الجبـار ِ فلْتَتَنَـزّلـي
هوَ ما أقولُ ؛ وكـلّ شـيءٍ مُثبَـتٌ
لا تلْحَني بالله - ظلمـاً - واعدلـي
لا تشطبـي تاريـخَ حـبٍ كـامـل ٍ
دربُ افترائكِ في الهوى : لا تُكملـي
والحقّ حَصْحَصَ بعدَ أعوام ٍ ؛ فهـل
قد قالَ يُوسُفُ للعزيزةِ هَيْتَ لـي ..؟
وأنا الذي " أنشدْتُ " حيـنَ سألْتِنـي
أرني إذاً - حباً بربـكَ - منزلـي :
" نقّلْ فؤادكَ حَيثُ شِئتَ من الهـوى
مـا الحـبّ إلا للحَبـيـبِ الأول ِ "
أيـنَ المفـرّ أمـامَ جيـش ِ أنوثـةٍ
لحَقـتْ ركائِبُـهُ بصَـبّ ٍ أعــزل ِ
فـإذا لقـاهُ فـلا يُعَـدّ ُ كـفـارس ٍ
وإذا اتقاهُ فليسَ عَنـهُ بمَعْـزل ِ ..!
من هَـول ِ مَشهَـدِهِ تسَمّـرَ واقفـاً
وَرَمَتْهُ أقـواسُ الذهـول ِ بمقتـل ِ
فتَـراهُ مُكْتمـلَ الشحـوبِ كـأنـهُ
ذو جِنّةٍ يرقيهِ في غضـبٍ وَلـي ..!
لستُ المعـرّي فـي رسالتـهِ التـي
جَعلَـتْ جريـراً صاحبـاً للأخطـل ِ
لكـنّ شِعـري لا أريـدُ بوصـفـهِ
فخـراً ؛ ولا طربـاً لكـي تتمايلـي
دَوّنتُ ما دَوّنـتُ كـي يبقـى غـداً
نصْلاً على قوس ِ الجوابِ إذا تُلِي ..!
إنـي أحبـكِ والـهـوى مُتمَـكّـنٌ
إنْ شِئتِ بُعداً ؛ أو لقـاءً فاوصلـي
وأنا الغريقُ ؛ فهل تُـراكِ حبيبتـي
في الحبّ قد تخشينَ أن تتبللـي ..؟
بعضي يريـدكِ ؛ لا أبالـغُ عندمـا
من بَعْدِ بعضي قد تهافـتَ مُجْمَلـي
البـدرُ وجهـكِ ؛ والجدائـلُ كلمـا
أسدلتِها : صارتْ كليـل ٍ ألْيَـل ِ ..!
والثغـرُ منحـوتٌ بقـدرةِ خالـق ٍ
تفاحـة ُ الإغـواءِ أنـتِ ؛ فزلزلـي
والخصـرُ كُمّثـرى بـرَدْفٍ مُثقَـل ٍ
تمشينَ من ثُقل ٍ كأنْ تتحاملـي ..!
أما وعـاجُ الجيـدِ حيـنَ تموّجَـتْ
أجاصتان ِ : كما الحريـر ِ المهمـل ِ
هـذا وملمـسُ وجنتـيـكِ كـأنـهُ
طفـلٌ أداعـبُ وجنتيـهِ بمُخـمـل ِ
واللهِ لـو لا أنْ عرفتـكِ كنـتُ قـد
أقسمـتُ : أنـكِ بالدُجـى تتجملـي
وأخذتِ مـن هـاروتَ بابـلَ كلهـا
وَوَرثْتِ من نسل الفراعنـةِ الحُلِـي
وملكْـتِ إكسيـرَ الجمـال ِ بغمـزةٍ
حتى بنفسكِ كِـدْتِ أن تتغزلـي ..!
وَضَحِكْتِ من ليلى : يُقبّـلُ قيسُهـا
حيطـانَ دار ٍ دارس ٍ هَـرم ٍ بَلِـي
حتـى بعبلـة َ تَهْزَئِيـنَ غرامـهـا
بأبي الفوارسَ فوقَ " أبْجُرَ " يَعتلـي
وَوَدِدْتِ بامـرئ ِ قيسِنـا أنْ تعبثـي
فصَرَعْتِهِ بينَ الدَّخُول ِ فحَوْمَـل ِ ..!
هذا وحُـورُ العيـن ِ منـكِ تعَجّبَـتْ
عيناكِ ذاعَتْ في السمـاءِ ؛ تمهّلـي
آثـارُ خَطْـوُكِ باقيـاتٌ فـي الدُنـا
في مصرَ آثارٌ كمـا فـي الموصـل ِ
أخشى عليـكِ مـن الندامـةِ كلمـا
حُبي ذَكَرْتِ ؛ وسوفَ يومـاً تَذْبُلِـي
شهِـدَ الفـؤادُ بـأنّ حُبـكِ قاتلـي
ونطقتُ هذا : رافعاً لـكِ أنملـي ..!




الاثنين، 2 يناير 2012

جلالة السيّد [ غياب ] ..!







الغيابُ أحدُ الأمور ِ التي :
تجعلكَ فارغاً من نفسك ..
وتـُحيلكَ إلى " كانَ " وما رادفها ..!
وفي آخر ِ ظهور ٍ لكَ يبدأ تلاشيكَ :
كـ بخار ٍ صاعدٍ من طبق ٍ ساخن ..!
أنتَ في آخر ِ ظهور ٍ لكَ تـُصبحُ شفافاً جداً ..
أو ساخناً جداً لـ تتطايرَ كـ جزيئاتِ هواء ..
الأسبابُ التي لا تجعلُ " الغيابَ " منطقياً :
هوَ عدمُ إمكانيةِ إيجادكَ مرة ً أخرى ..
أنتَ " لا موجودٌ " في وجودك ..!
إذ ترحلُ عن مكان ٍ ما ..
في حين ِ يبقى المكانُ مكانهُ دونَ حراك ..!
والسؤالُ الذي يؤرّقني هوَ :
لـ ماذا لا يكونُ " المكانُ " غائباً وأنا لا ..؟
ولـ الغيابِ طريقة ٌ في السيطرة ..
إذ يكونُ مفاجئاً كـ حمى ..
أو سريعاً كـ موت ..
أو تدريجياً كـ ملل ..!
ولهُ أيضاً طريقتهُ في الحياة :
فـ أنْ تكونَ غائباً أمرٌ لا يضطركَ لـ أنْ تكونَ ميتاً ..!
والغيابُ ذكيٌ في التعامل ِ معَ الآخرين ..
فـ أنتَ تكونُ " غائباً " عن أحدٍ ما ..
لكنكَ تكونُ " حاضراً " في جزئيةٍ يحتلها التفكير ..
الغيابُ أكثرُ الأشياءِ جدلاً في التاريخ ..
أكثرها فوضوية ً ..
- هذا ما يقولهُ غالبُ الناس -
في حين ِ أنهم مخطئونَ تماماً ..
الغيابُ أكثرُ الأمور تنظيماً ..
أكثرها التزاماً تجاهَ الآخرين ..
الغيابُ وإن حضرنا " لا يغيب " ..!






وأنتَ تنسى ..
تلكَ فكرة ٌ أخرى عن الغياب ..
النسيانُ أحدُ الأوهام ِ التي :
تعتري الناسَ بينَ حين ٍ وآخر ..
النسيانُ هوَ غيابٌ في الأصل ..
أنْ تنسى ؛ هذا أمرٌ يعني أنّ شيئاً قد غابَ عنك ..
وأنْ تـُنسى ؛ هذا يعني تغييبكَ قسراً أو سهواً ..!
والنسيانُ أمرٌ يجعلُ الغيابَ " مقبولاً " ..
فـ أنتَ تـُخبرُ امرأة ً أنكَ " نسيتَ " عيدَ ميلادها ..
فـ تجعلُ الأمرَ مقبولاً إلى درجةٍ معقولة ..
لكنكَ لا تـُخبرها بـ " غيابِ " الموعدِ عن بالك ..!
فـ الغيابُ أحياناً جريمة ..
والنسيانُ ذنبٌ يُمكنُ تخطـّيه ..!
وهوَ أيضاً لعبة ٌ ذكية ٌ من السيّدِ " غياب " ..
حينَ صارَ مكروهاً لدى الآخرين ..
فـ هوَ الذي " لا يَغيبُ " مهما حاولنا ..
فـ اخترعَ النسيانَ لـ " يَحضرَ " نيابة ً عنه ..!






الغفلة ُ لا تـُعدّ نسياناً ..
ولا تـُعدّ غياباً أيضاً ..
الغفلة ُ هيَ :
شعوركُ المتعطلُ عن الأشياء ..
فـ أنتَ تغفلُ " مؤقتاً " عن أمر ٍ ما ..
في حين ِ أنّ النسيانَ يأخذُ وقتاً أطول ..!
والغفلة ُ أمرٌ مشروعٌ تماماً ..
لـ وجودِ شيءٍ آخر ٍ " يُلهيك " ..!
أما النسيانُ كفيلٌ بـ زيارتكَ حتى في هدوئك ..
كفيلٌ بـ زيارتكَ على كرسيّكَ الفخم ..
وعلى وسادتكَ الوثيرة ..
لكنّ الغفلة َ تأتيكَ في خضمّ أمور ٍ كثيرةٍ لم تنسَها ..!
والغفلة ُ لا تـُلزمكَ على الاعتذار ..
فـ هيَ كـ الغفوةِ على مقعدِ تاكسي :
كانَ يُـقِلّـُكَ من منزلكَ إلى العمل ..
أو منَ العمل ِ إلى منزلك ..
فـ تغفلُ عن توجيهِ السائق ..
والذي بـ دورهِ قد " غفل " عن سؤالك :
أينَ تقطنُ يا سيّدي ..؟
وهنا ؛ وفي لحظةٍ لا تشبهُ الغياب ..
ولا تشبهُ النسيانَ أيضاً :
يقفُ بكَ السائقُ عندَ حانةٍ قديمة ..
" تـُذكّركَ " بـ موتِ صديقكَ قربها :
حينما هَمّ بـ قطع الشارع ..
في الوقتِ الذي كنتَ فيهِ " غائباً " عن المدينة ..!